لطالما كانت مجريات الأمور تسير عكس ما يتمناه المرء و يشتهيه. و لطالما تحطمت امالنا و أحلامنا على صخرة الحقيقة و برياح الحياة العاتية ليتحول مرادنا إلى مجرد فتات أحلام أسف و ندم لما تخيلناه و تمنينا تحقيقه، أحلام لا بد ولا مفر منها مكبلةٌ في فضاء عقولنا. لكم تخيلنا و تمنينا حياة غير الحياة، رفيق غير الرفيق، بلد غير البلد، حبيب غير الحبيب. و لكم اندثرت أحلامنا في لحظة كموج البحر يمحي قصور الرمال. لكن في الحزن روح و حياة، فلازلنا أحياء محطمين، شهداء أحلامنا، بأعين منكسرة تأبى الدمع، أحياء أو أشباه أحياء مسلوبين القلب و الروح و لكن أحياء نذوق مرارة الحياة من حين إلى أخر. ستبقى أوهمنا حياة أخرى نتمناها من حين إلى حين، جنباً إلى جنب مع ذكريات قد عشناها فعلاً، ذكريات الطفولة البريئة، ذكريات قصور الرمال الهشة، ذكريات أول قبلة مسروقة، ذكريات إبتسامة من حبيب ولى و دبر، ذكريات دموع فرت فرحاً أو دموع و اهات سلبت القلب لغصة أو من قهر. ذكريات و أوهام تبكينا و تضحكنا و لكن الأهم تقوينا و تحيينا و ما على الزمن إلا ليضمد جراح أوهمنا و شقاق قلوبنا الباكية بأن ننسى لنحيا بأحلام و...