Skip to main content

مدرسة أهل الخير الحميدة

هذه القصة لا تمت للواقع بصلة وأي تشابه بين الشخصيات الموجودة فيها وبين الحقيقة هو من وحي خيال القارئ.

في عالم موازي على ناصية مجرة تبعد عننا بحوالي ساعتين بالدائري المجري الخامس جلس صديقي الفضائي ببزته الخضراء اللزجه يحكي و يخابرني عن قصص السابقين كعادتنا في إنتظار الأتوبيس المجري الذاهب إلى مجرة البلبل المعوج، طفق يحكي لاحساً من بوظته:

مجدي عبده الملواني مجدي، طالب ثانوي في مدرسة أهل الخير الحميدة الداخلية النموذجية الحلزونية الكشفية المهلبية تحت الطبلية. و في المدرسة ناظر مدير مهمته إدارة شؤون المدرسة و التأكيد على سير العملية التعلمية و الأخلاقية و الأقتصادية في المدرسة. و بما إن الناظر  تتلمذ و تعلم و ترعرع تحت منهج الكشافة العظيم، كان طبيعي أن معظم الطاقم الاداري للمدرسة و متخذي القرار يكون ذو خلفية كشفية مبجلة، لم لها من سبق كبير في إدارة المدرسة عبر أجيال بعد تحول المدرسة من نظام الملكية الشخصية لإدارة محلية طحينية. و دة في حد ذاته شيء مش غريب ولا جديد في إدارة المدارس، ف من المتعارف عليه أن كل ناظر مدير بيأتي بأصدقائه و معارفه أصحاب نفس الاتجاه الفكري الإداري اللولبي. الخلفية الكشفية ليست في حد ذاتها محل نقد، و لكن إسلوب إدارة المدرسة و التبعيات و تأثيرها على الطلاب من الطبيعي أن تكن تحت مجهر النقد البناء في سبل الصالح العام للمدرسة والطلاب وليس لإثارة أي بلبلة فكرية من شأنها خلخلة النظام الإداري بسلامته. 

و الناظر المدير المشهور ب الأستاذ عنتبلي أبو ضحكة جنان كان و لابد أن يكون حازماً شجاعاً مغواراً جسور لا يتعامل بأي إستهتار أو تهاون ضد المشاغبين داخل المدرسة من طلاب أو مديري المدارس المجاورة ذوي الأطماع السيادية الاستعمارية الامبريالية التوسعية الإدارية في ضم مدسرته إلى المدارس الأخرى، و لذلك طور و رفع من كفاءة أشبال الكشافة و اعطى لهم صلاحيات لم تعط لأشبال الكشافة من قبل، حتى اصبحوا طلاباً أكثر طلباً للعلم عن دونهم، و المتحدثين الرسميين بإسم المدرسة و الطلاب، و أصبح عنتبلي أبو ضحكة جنان هو حاكم المدرسة الأوحد الوحيد، ثم انشء عنتبلي بمساعدة الكشافة و الأشبال غرفة السعادة الأبدية، و هي غرفة مليئة بالألعاب التي تساعد الطالب الشقي بالتجواز عن شقاوتة و تأهيلة لحياة أفضل إن شاء الله، حتى أصبح الوضع إن مفتشي الإدارات التعلمية لم يكون لهم من سلطان أو سلطة رقابية على عنتبلي الناظر، فمن من المفتشين يرضى أن المدرسة تخرب و تقع و تنضم إلي إدارة تعلمية أخرى. طبعاً لا احد في الحقيقية من طلاب، أو مفتشين، أو أولياء الأمور أو حتى شباب الكشافة و اشبالها الكرام يريد إن تكون المدرسة مهب الريح عرضة لهزات قلائل ليس لهم هدف و لن يهدأ لهم بال حتى تصبح المدرسة خرابة يبول عليها كلاب الشيواوا الضالة.

إما مجدي و في الواقع معظم طلاب المدرسة و ادارتها المتزنة الحكيمة يتشاركون في نفس الهدف الأسمى في علو أسم المدرسة و التي حصيلته مدرسة قوية قادرة على الحفاظ على سمعتها في تخريج طلاب نباغأ و قادرة على مجابهة اخطار هجمات طلاب المدارس المجاورة بأسايلبهم المتعددة من القفز فوق سور المدرسة إلى ملاطفة بنات المدرسة الشرفاء يا عيني. و لكن يعيب مجدي طريقة الإدارة لما يرها من تعسف من أشبال الكشافة ضد الطلاب الأقل حظاً، في معتقده البسيط هو إن ليس كل شبل أو عضو كشافة هو بالضرورة تلقائياً طالب أفضل أو أنجب في الدراسة، و على نفس الوزن و المقياس ليس كل من حصل على أعلى رتب الكشافة هو بالضرروة أكثر حباً أو حفاظاً أو أفضل إدارةً للمدارس، هم بالطبع لهم خبرة أكبر في المهارات الكشفية التي تؤهلهم بالحفاظ على أمن المدارس تحت إدارة تكنوقراطية ميروكراطية. 

و كان بالفعل يحاول عنتبلي أبو ضحكة جنان من تعين في بعض ادارات المدرسة، من هم ذوي كفاءة لتهدئة من روعة الطلاب، و لكن تحت رؤيته و إتجاهات و فكر الكشافة العالمة ببواطن الأمور طبعاً. فبدأ بإعطاء أولويات لإنشاء أدوار جديدة بالمدرسة و توسعة ممراتها و إنارة فصولها بأنوار جديدة، و إن لم تكن كل انجازاته الإدارية سطحية، فلربما كانت بعض من انجازاته مهمة لرفعة مستوى الطالب المتوسط العادي مثل مجدي الذي يعتمد إعتماد كلي على كنتين المدرسة الفقير و لكن يبدو إن الإهتمام بمجدي و أعوانه لم يكون بالقدر الكافي الذي كان يرجوه من إدارة عنتبلي أبو ضحكة جنان. 

فبأختصار تكن مشكلة مجدي الوجودية الفلسفية الدولية اللانهائية فوق المشربية- فبذكاءه المحدود، تافه الأهداف، قصير النظر أعمى البصيرة، وهن القلب، ضعيف الجسد- في اعتراضه على طريقة الإدارة العنتبليه و ليس على دور العنتبلية الوسطية الجميلة في الحفاظ على المدرسة. هو فقط معترض على إدارة المدرسة الأبوية البطريركية- المتخذة لمسجد المدرسة أحينا بوقاً، و أحياناً اوخر الإستفادة و التلاعب بمشاعر طلاب المدرسة الغير قادرين على التفكير المنطقي في النقد البناء من أجل تحسين مستوى المدرسة بما يروه بعين الطالب البسيط وليس الناظر الحكيم، و الممثلة أيضاً في أعتقاد البعض من الطلاب و الأشبال و حتى الادارات التعلمية الرقابية المحلية- في إن شخصاً ما هو المنقذ و المحافظ الوحيد على المدرسة سالفة الذكر، و هو ألحق الصح الصحيح و رحيل الناظر أو الابقاء عليه في دور محدد غير الإدارة هو إسقاط للمدرسة كلها و دعوة لعدم الإستقرار و تدخل أهل المنطقة في شئون المدرسة الداخلية و عدم الإحساس وتحمل المسؤلية الكبيرة و زعزعة المدرسة من إلدور الأول للأخير، و هو ما لا يرجوه أي طالب،حتى وصل الحال بكل طالب ينتقد الناظر -العليم ببواطن الأمور- نقد بناء بطريقة أو بأخرى أن يتم تصنيفه إنه عميل فاسد طالح شيطان رجيم، فأما أن تصبح طالباً نجيب يعمل في صمت موافقاً مؤيداً تأيداً أعمى لناظر المدرسة أو أن تعترض فتصبح ملعوناً مكروهاً مطروداً معذب الفكر مشوش الرؤية لاعباً ملعوباً في غرفة السعادة الأبدية.  







Comments

Popular posts from this blog

الراحل

في البداية لم أكون انوي ان احدثكم عن صديقي الراحل، فقد اثرت على نفسي ان ابقي قصته ذكرى في مخيلتي و لكني قد قررت ان امجد ذكراه بأن أنشر لكم بعض من كتابته و مذكراته املا ان يجدها بعضكم درسا ينتفع به أو حتى قصة يستمتع بقراءتها. قد تعتقدوا ان صديقي هذا من عالم اخر أو أرض أخرى لكنه ارضي مثلي و مثلكم (ان كنتم ارضيون مثلي) و لكن قبل رحيله قد تبدل الحال به و اصابته ازمة وجدية مثلما حدث لهامليت في مسرحية شكسبير الأشهر حينما فقد هاملت ابوه فقال "ان تكون أو لا تكون، هذا هو السؤال" و طفق يتفكر في الموت مقارنة بالنوم أو القيلولة، لكن صديقي هذا قد تفكر في ما حوله من أحداث و مأسي كما ستقرأون و قرر الرحيل، دعوني أنهي كلامي لتبدأ مذكرات صديقي الراحل: "قربت رحلتي في ارضكم أيها البشر على الانتهاء. نعم، لقد كانت رحلة شيقة، ارضكم أيها البشر الفاني انعمت عليكم بالكثير، فهل كنتم لها حافظون؟ بعضكم جعلها حكرا على نفسه، و ظن ان ثرواتها التي ملأ بيها خزائنه ليست بزائلة، و لكن هيهات و في من تنادي. رأيت في رحلتي بشر يبنون القبور القصور، و بشر يسكنون القبور. رأيت بشر مختلفة ا...

A moment in the Space-Time.

A couple of days ago, I decided not to take my usual route to the office. I lusted for a change, new thoughts and ideas. I was walking down this new road, the sun was a little shy, taking cover behind the unending stream of clouds. It was not cold, a little chilly, this kind of cold weather you enjoy when you are having a hot drink, preferably a good quality coffee with the occasional good quality cigarette that does not leave an after taste. But then, just for a brief moment in the current fabric of the space-time continuum, the sun decided to overcome its shyness and unleash its warm beautiful graceful light. It was as if the sunlight hit me in the face, for a second there I was disoriented, yet I felt complete and enlightened. I felt I was disintegrated into the smallest of the atoms, I was the air you breathe, the small particles of dust travelling around you, and I was the sun rays the passer byes enjoyed. I was –again- connected to the universe, I was the universe and the unive...