Skip to main content

أرهاصات عن الكلام و الأصوات و أل أمبو

الجميل في الكلام ال كاتبه ده أن انت هتقراه بعينك و هتسمعه جوه بيرن في دماغك، ف انت يا هتسمعه بصوتك انت، يا لو تعرفني هتسمعه بصوتي أنا، او فعلياً هتسمعة ب نسخة صوتي ال انت معرفني بيها عندك علي حسب رأيك ال كونته عني و مدي معرفتنا و عوامل كتير، ف لو انت بتسمعة بصوتي، أنا حاليآ جوه دماغك، فأولاً السلام عليكم. 

بعد ما سمعت صوتي، ممكن بعد شوية بقي تبتدي تفتكر مواقف لينا، كويسة او زفت، سعيده او حزينه، عادي، مواقف عابره و منها المترسخ في دماغك. مواقف دماغك و وعيك و لا وعيك خزنوها و بقت خلاص جزء منك، حتي لو انت مش عايز، و ممكن جدآ تنساها، بس حتي لو، هي خلاص اثرت فيك، بالسلب أو الأيجاب، ممكن لفتره و تعدي خلاص، بس هي كانت في وقت ما واخدة حيز فيك و كانت جزء منك (علميا مفيش مكان واحد للذاكره، إعادة تذكرك لموقف او كلمة ما، عبارة عن اشارت في مخك ب"تشتعل" مع بعضها في أماكن محدده بطريقة معينه، هي نفس الطريقة و الاماكن الحصلت لما الذكرى اتكونت اول مره) المهم، الغريب في الموضوع ان انا و انت كونّا ذكريات تانيه جديده بعيده كل البعد المكاني و الزمني عن الذكريات القديمة، و ذكرايتنا الجديدة ديه هي بقت البتعرفنا و بنعرف بيها نفسنا دلوقتي، لأنها هتبقي بناء علي الأفكار و المواقف المحيطة و الحالية، فأنت دلوقتي بتسأل نفسك أنا عايز ايه؟ أنا الكاتب و ليس أنا ال هو أنت أيها القارئ الجميل (أو الجميلة عشان ال political correctness) طبعآ أنا كان حابب علي عيني إني اديلك أجابه وافيه بس يعني أنت قريت كل ده و لسة بتقرا، فمستني أجابة فعلآ؟

 أني وايز، أو ممكن نقول بالفصحى، فمن ثم اصبحت ذكرايتنا القديمة أشباحٍ باليه- أحيانآ تصدر أصواتاً كصرير الريح أو صوت باب عمره ألف عام دفعه إحدي الصبيه المشاغبين بقيادة سكوبي دو- كانت يوما ملوكاً علي أنفسنا حتي فعل بيها الزمن ما فعل مع حضارات اندثر ذكراها، فأصبحت هشيماً تذروها الرياح. ندرك الأن أننا أنفسنا قد تغيرنا، و تغير تعريفنا لأنفسنا، حتي لنسأل أنفسنا مطلع كل شمس، من أنا حقآ؟ هل انا حقا من كما أعتقد، النسخة التي انا أُعرف بها نفسي لنفسي؟ ام هل أنا النسخة التي تعرفني انت بها؟ ام انا الاثنين؟ أم أنا بثالث؟ يأ ألهي، من أنا؟ و من أنت؟ و ماذا أفعل أنا في هذا الفضاء الشاسع الصامت كاحل اللون الذي و لتعتقده مكفهر من كحلةِ ظلمتهُ؟
 ‏
 ‏ بس سؤال سريع، هو أنا لسة في دماغك؟ طب أنا شكلي أيه عندك كدة؟ طب تخيلني كدة قاعد معاك و بنتكلم، تخيلت؟ برافو... لا لا مش قصدي، استني بس، هقولك، أنت من كلامي أل أنا اصلا بكتبه دلوقتي و بردو بقراه بصوتي و ساعات بصوتك، بتسمعه دلوقتي في دماغك، و خلاك تخيلتني قاعد معاك و بنتكلم، و مش بعيد تكون دلوقتي كونت ذاكرة جديدة، بقت جزء منك، هتأثر فيك.

أنت متخيل الروعة و العبقرية، أزاي احنا كبني أدمين ممكن نتواصل بكلمات بسيطة، تخلينا نفهم بعض، و نتعلم، و نتبادل الأفكار و نضحك و نعيط و نكره و نحب و ناخد جانب علي حساب جانب، و نوصل بتفكيرنا لنتائج علميه و منطقية و بردو ساعات ارهاصات، و ساعات تغير مشاعرنا و تفكيرنا أتجاه افكار او اشخاص او مواقف او فهمك أصلا للدنيا. فاهم؟ أنا هتخيلك فاهك و بتهز راسك و بتقول في دماغك و انا سامعك اهو: الواد ده بيقول كلام زالفول.
 ‏
 ‏كلمات بسيطة، حروف تداولها ناس من الاف السنين، ممكن ترتبهم و تغير ترتيبهم علي حسب اسخدامك ليها تقدر تخليك تحول ال لا مادي الي مادي و مفعول. اللغة و الكلام ده شئ غريب و عجيب جدآ فعلآ. لو فكرت كدة اللغات ال احنا بنتكلمها ديه، ماهي الا اصوات احنا بنعملها و واحد تاني فاهم و عارف و مقدر الصوت ال انت عاملته ده (هو و أنا بكتب دماغي ودتني لصوت حيوان انا عارفه، احب اقولك متتخيلش الصوت ده عشان مش قصدي) و المبهر أن حاجة زي اللكنة المصرية ال إحنا بنتكلمها و بكتب بيها ديه، هي مزيج ما بين اللغة العربية (ال كانت في وقت ما ال lingua franca لأمبراطوية عظيمة الأثر) و اندماجها مع لغات تانيه اثرت فيها يا بعدها زي التركي و الفرنسي يا قديما زي الإيطالي و اليوناني و اللغة القبطيه الكانت موجودة قبل العربي، يا فارسي يا أفساد او نقل للغات كانت موجودة قبل القبطية والتي كانت اصل تطور اللغة المصرية الي ما يعرف بالقبطية.

 و من الأصوات او الكلمات ديه، ال سافرت عبر الزمان و المكان، هي أمبو (مثل:عايز تشرب يا حبيبي أمبو)،، كلمة أمبو ديه بعمر حضارات و دول. تخيل كدة كلمه كانت بتستخدم لتعريف فعل او شعور ما، عدى استخدمها قرون و احتلالات من فرس و اترك و رومان و اسياوين مماليك، و عرب و طلاينه و يونانين و اتراك و انجليز، بلغاتهم و عقائدهم و شعائرهم و أفكارهم و ثقافتهم، أبت ان تستسلم حتي لأنها سافرت حتي القارة الاوربيه لأكتبها و انطقها أنا الآن المصري في القرن الواحد و العشرين ببضعة دعاسات علي هاتفي الجوال و أنا متكأ علي مقعدي، لاضغط send فتسافر عبر تلك الشبكة العنكبوتيه اللعينه لتصلك أينما كنت (اتصل علي ......) فبدورك تقرأها و تسمعها و تنطقها (أنطقتها أيها القارئ؟ إذا فلتقلها، هيا يا رامي اقذف الكره لبسااام) في ايه ده؟ معلش القناة بتقلب و عايز اخبط علي التلفزيون او اعدل ال أريل. أهو كلمة أريل ديه عكس أمبو تمامآ، دي دليل علي كلمه اندثر و اختفي استخدمها، بل تحول معناها لصفة قميئة. 
 ‏
رجوعا للارهاصات الفكرية، بعد قراءتك للكلام ده، انت لسة انت؟ كلامي لسة بتسمعه؟ تخيل كدة اني بقيت معاك، جواك و شايفك، لأني بقت جزء من ذكرياتك و افكارك دلوقتي، ممكن بسبب انك فكرت في الكلام، ممكن عشان طريقة الكتابة او العنواناو كلمة أنا كتبتها، او خطأ نحوي او املائي او شكلي او صوتي البتتخيله دلوقتي ده.
هل بقيت شايف الكلام و اللغة بمعني تاني أو بفهم تاني؟ بتسمع الكلام بصوت مين؟ و مين أنت؟ و مين أنا؟ و بنعمل إيه هنا؟ و هنا ده فين؟ طب فين هناك؟ و هناك ده بعيد؟ طب في ايه بعد هناك؟ طب انا و انت هنا و لا هناك؟ طيب خلاص كدة أنا هروح أمبو عشان عطشان بعد الكلام ال عمال اتكلمه في دماغك ده، و شكرآ ليك و علي الشاي و القهوة و البيتيفور و رمضان كريم. أما اخيرا فما مني الأ أن أقول سبحان الله فعلآ و الحمد لله.

Comments

Popular posts from this blog

مدرسة أهل الخير الحميدة

هذه القصة لا تمت للواقع بصلة وأي تشابه بين الشخصيات الموجودة فيها وبين الحقيقة هو من وحي خيال القارئ. في عالم موازي على ناصية مجرة تبعد عننا بحوالي ساعتين بالدائري المجري الخامس جلس صديقي الفضائي ببزته الخضراء اللزجه يحكي و يخابرني عن قصص السابقين كعادتنا في إنتظار الأتوبيس المجري الذاهب إلى مجرة البلبل المعوج، طفق يحكي لاحساً من بوظته: مجدي عبده الملواني مجدي، طالب ثانوي في مدرسة أهل الخير الحميدة الداخلية النموذجية الحلزونية الكشفية المهلبية تحت الطبلية. و في المدرسة ناظر مدير مهمته إدارة شؤون المدرسة و التأكيد على سير العملية التعلمية و الأخلاقية و الأقتصادية في المدرسة. و بما إن الناظر  تتلمذ و تعلم و ترعرع تحت منهج الكشافة العظيم، كان طبيعي أن معظم الطاقم الاداري للمدرسة و متخذي القرار يكون ذو خلفية كشفية مبجلة، لم لها من سبق كبير في إدارة المدرسة عبر أجيال بعد تحول المدرسة من نظام الملكية الشخصية لإدارة محلية طحينية. و دة في حد ذاته شيء مش غريب ولا جديد في إدارة المدارس، ف من المتعارف عليه أن كل ناظر مدير بيأتي بأصدقائه و معارفه أصحاب نفس الاتجاه الفكري الإداري ...

الراحل

في البداية لم أكون انوي ان احدثكم عن صديقي الراحل، فقد اثرت على نفسي ان ابقي قصته ذكرى في مخيلتي و لكني قد قررت ان امجد ذكراه بأن أنشر لكم بعض من كتابته و مذكراته املا ان يجدها بعضكم درسا ينتفع به أو حتى قصة يستمتع بقراءتها. قد تعتقدوا ان صديقي هذا من عالم اخر أو أرض أخرى لكنه ارضي مثلي و مثلكم (ان كنتم ارضيون مثلي) و لكن قبل رحيله قد تبدل الحال به و اصابته ازمة وجدية مثلما حدث لهامليت في مسرحية شكسبير الأشهر حينما فقد هاملت ابوه فقال "ان تكون أو لا تكون، هذا هو السؤال" و طفق يتفكر في الموت مقارنة بالنوم أو القيلولة، لكن صديقي هذا قد تفكر في ما حوله من أحداث و مأسي كما ستقرأون و قرر الرحيل، دعوني أنهي كلامي لتبدأ مذكرات صديقي الراحل: "قربت رحلتي في ارضكم أيها البشر على الانتهاء. نعم، لقد كانت رحلة شيقة، ارضكم أيها البشر الفاني انعمت عليكم بالكثير، فهل كنتم لها حافظون؟ بعضكم جعلها حكرا على نفسه، و ظن ان ثرواتها التي ملأ بيها خزائنه ليست بزائلة، و لكن هيهات و في من تنادي. رأيت في رحلتي بشر يبنون القبور القصور، و بشر يسكنون القبور. رأيت بشر مختلفة ا...

A moment in the Space-Time.

A couple of days ago, I decided not to take my usual route to the office. I lusted for a change, new thoughts and ideas. I was walking down this new road, the sun was a little shy, taking cover behind the unending stream of clouds. It was not cold, a little chilly, this kind of cold weather you enjoy when you are having a hot drink, preferably a good quality coffee with the occasional good quality cigarette that does not leave an after taste. But then, just for a brief moment in the current fabric of the space-time continuum, the sun decided to overcome its shyness and unleash its warm beautiful graceful light. It was as if the sunlight hit me in the face, for a second there I was disoriented, yet I felt complete and enlightened. I felt I was disintegrated into the smallest of the atoms, I was the air you breathe, the small particles of dust travelling around you, and I was the sun rays the passer byes enjoyed. I was –again- connected to the universe, I was the universe and the unive...