قربت رحلتي في ارضكم أيها البشر على
الانتهاء و فيها قد درست تاريخكم أيها البشر. و
وجدت قصص كفاح و نصر، روايات بطولة و ذكريات بلا حصر. وجدتكم تفنون حياتكم و كل ما
تكنزون من أجل أغلى ما تملكون؛ حريتكم أيها البشر!!! رأيتكم تقومون بحروب و ثورات،
صولات و جولات. رأيتكم تهتفون من أجل حريتكم. رأيتكم تهتفون تناضلون كلكم سوياً،
جنباً إلى جنب، جريحٌ جنب قتيل.
ثم رأيت العجيب منكم؛ رأيتكم و دائماً لا تلبثوا
حتى تنقسموا بعضكم على بعض: هذا من ذاك الفريق، و ذاك من هذا الفريق. ثم تنقسم
الفرق و الأحزاب على بعضها، فيترك بعضكم فريقه لتقولوا عنهم الخائنين الفرقاء. ثم
لا تنفكوا و إن تنسوا ما حاربتم من أجله، ما دفنتم في سبيله. ألأنكس، أن بعد ما
نقضتم عهدكم للحرية، أستعبدتكم ذات الفئة التي ثرتم ضدها. كأن ما كان، و ما كان لم
يكن!!!
لقد رأيت فيكم الامل و الحرية، ثم
تبين لي انكم كائنات تعشق فقط فكرة الأمل و معنى الحرية. حمارٌ، لا،بل الحمار لا
يعلم ما هية الحرية، و إن عرفها لا تراه يثور على سيده، ثم يترك سيده ليركبه مرة
أخرى، و أن كان لسيده رداء أخر سواء العقيدة أو المحاماه يتنكر فيه. كلهم نفس ذات
السيد.
لقد درست تاريخكم أيها البشر، و لقد
رأيت و إن ظهر انكم تسعوا دائماً للحرية، فأنكم و الحقيقة دائماً
تسعوا للسيطرة، و بصيترتكم تستعبدوا ما حولكم: السيد لحماره، و صاحب القطيع
لهذا السيد. دائرة متكررة، تماماً مثل تاريخكم الذي و ليحزنني انكم لا تتعلموا
منه.
قربت رحلتي في ارضكم على الانتهاء.
قربت رحلتي على الانتهاء لتبدأ رحلة بحث أخرى، عن أرض أخرى ببشر أخر في عالم
اخر. قبلة أخرى
Comments
Post a Comment