قربت
رحلتي في ارضكم أيها البشر على الانتهاء. نعم, لقد كانت رحلة شيقة. ارضكم أيها
البشر الفاني انعمت عليكم بالكثير, فهل كنتم لها حافظون؟ بعضكم جعلها حكرا على نفسه، و ظن ان ثرواتها التي ملأ بيها خزائنه ليست بزائلة، و لكن هيهات و في من تنادي.
رأيت في
رحلتي بشر يبنون القبور القصور، و بشر يسكنون القبور. رأيت
بشر مختلفة الوانهم و ألسنتهم، كلهم بشر على هيئة واحدة، و لكن أعمتكم قلوبكم فـفرقتم بينكم، و أن لم يكن ذلك كافيا، فصنفتم انفسكم و اجمعتم انفسكم طبقا لمعتقادتكم الشخصية، ثم
شحنتم قلوبكم العمياء بالضغائن ضد بعضكم البعض. رايتكم تألهون بشرا، و تنسوا ما اعتقدتم
فيه ثم حشدتم جيشوكم الغافلة الجاهلة لتقتلوا بني جنسكم من اتباع المعتقدت الأخرى بإسم
معتقادتكم المنسية.
رايتكم
تبيعوا انفسكم من اجل ثروات تعلموا انها زائلة، ثم تندبون حالكم البائس و تهيموا بحثا
عن سلامة عقولكم و راحت انفسكم التي افنيتموهـا و قايضتموهـا حين جعلتم الثروات اسمى
اهدافكم الحياتية. فأين و لا أين ثراواتكم الأن أيها البشر.
قربت رحلتي
في ارضكم على الانتهاء. قربت رحلتي على الانتهاء لتبدأ رحلة بحث أخرى، عن أرض أخرى
ببشر أخر في عالم اخر. قبلة أخرى. عالم لن تهتدوا إليه قط، طالما أغشيت قلوبكم و نسيتم
هدفكم الأسمى الاول.
Comments
Post a Comment