سيزهقون روحك الحرة يا ولدي حتي تصبح مسخاً بلا هويه. ثم سيكتبون عليك سجن حياة تمنوها، سيعيشون أحلامهم من خلال جسدك الخاوي و عقلك الذي محو منه فتات شخصيتك و كينونتك. اهرب يا ولدي اهرب قبل أن يلبسونك عمامتهم القديمة و جلابيبهم الباليه حتي تصبح مثلهم تحلم بحياة قد فات قطارها و انت منتظر رياح الشمال بما تحمله من خيرات. اهرب يا ولدي و احلم و احي حياة انت مالك زمامها، احلم حتي يقولوا جن و خبل. اهرب قبل أن يولوك قبلة لن ترضاها و لو بعد حين، سيقولون نحن اعلم و احكم منك و سيخطون لك حياتك و يأمروك بمعروف كذب هم أنفسهم ودوا أن ينقلبوا عليه و أن احنيت جباهك لهم ثم ثورت عليهم بعد حين و حين سيقولون ألم يكن لك لسان يتكلم؟ ألم يكن لك عقل يتفهم؟ ألم يكن فيك من القوة الا تتبع اهوائنا؟ فأهرب حتي تلقي لعقلك و قلبك مستقر. اهرب حتي تتبين لك الفطرة الحق من أفكارهم المندثة بالباطل. اهرب فضمير القبيلة الفاسد لا يخشي ضمير الفرد الحق، سيقتلونك ثم ليقولوا قد شت عما عهدنا عليه. فلتهرب قبل أن تسكن الي أفكارهم و تصبح بهيمة مساق في ركن زاويتهم منكص الرأس لا روح فيك و لا حياة و لا حلم.
هذه القصة لا تمت للواقع بصلة وأي تشابه بين الشخصيات الموجودة فيها وبين الحقيقة هو من وحي خيال القارئ. في عالم موازي على ناصية مجرة تبعد عننا بحوالي ساعتين بالدائري المجري الخامس جلس صديقي الفضائي ببزته الخضراء اللزجه يحكي و يخابرني عن قصص السابقين كعادتنا في إنتظار الأتوبيس المجري الذاهب إلى مجرة البلبل المعوج، طفق يحكي لاحساً من بوظته: مجدي عبده الملواني مجدي، طالب ثانوي في مدرسة أهل الخير الحميدة الداخلية النموذجية الحلزونية الكشفية المهلبية تحت الطبلية. و في المدرسة ناظر مدير مهمته إدارة شؤون المدرسة و التأكيد على سير العملية التعلمية و الأخلاقية و الأقتصادية في المدرسة. و بما إن الناظر تتلمذ و تعلم و ترعرع تحت منهج الكشافة العظيم، كان طبيعي أن معظم الطاقم الاداري للمدرسة و متخذي القرار يكون ذو خلفية كشفية مبجلة، لم لها من سبق كبير في إدارة المدرسة عبر أجيال بعد تحول المدرسة من نظام الملكية الشخصية لإدارة محلية طحينية. و دة في حد ذاته شيء مش غريب ولا جديد في إدارة المدارس، ف من المتعارف عليه أن كل ناظر مدير بيأتي بأصدقائه و معارفه أصحاب نفس الاتجاه الفكري الإداري ...
Comments
Post a Comment