Skip to main content

المقصلة



شعور غريب حقاً حينما تكون عائد الى بلدك و تشعر كأنك تجر الي المقصله، و الطريق اليها ابدي مظلم كظلمة القبور تتعالى فيه الاهات و الصريخ لأناس فقدوا عزيز او فقدوا امل. وحتى و أن حالفك الحظ في الوصول لمنتهاك فموتك سيكون بطيء أي و كأنهم يستأصلون روحك من قلبك، حتي ينخلغ من ضلوعه و تنتفض مكانك ساكنا ليعاودون الكرة مرة اخري، فتعيش اما فطريقا ابدي الي مقصلة ملعونه او بين قلبا مكسور تألما لما أل اليه.

و هناك كانت اول خيوط الشمس، تتعاقب في الأمد البعيد، تتلون كقوس قزح بعد شتاء كئيب. منظر بهيج بحق و مفعم بلطاقه و الأمل في غداً افضل، و لكن هيهات ان تتركني نفسي دون ان تنغص علي حتى احلام يقظتي، فلقد ذكرتني بيوم ليس ببعيد، فيه رأيت تلك الشمس الأبديه، تلك الجمرة الحمراء الحارقه، تتراقص الوانها في شفقا عبقري تكاد الا تصدقه من جماله الخارق العجيب، فيه كنت مع اخوه و اصدقاء قد فارقتهم في رحلتي الي مقصلة ما. فما بالي لا اهنئ بشمس رمز للسعادة و الامل و اتذكر ماض يبكيني، فأي سعادة تلك؟ اه، يا ويلتي!!!

و من ثم عاتبتني نفسي اللوامة على ما كان و ما جرى مني,, فقد وددت ان اتشبث بحبال اصولها نبتت في مخيلتي، حبال لطالما قد تصورتها تزحزح جبال عاتية و تجرها رغم أنفها،، و لكن هيهات فقد اغرتني اوهامي ثم تركتني مطمع للسيارة المتداخلين. فصرت تأه عن ما كنت و ما أولت الية بعد تحول دام زمناً أو بعض زمن,, وجدتني أنظر في المرآة لباقية شخص قد عاهدتني ذاكرتي اني كنت اياه و شخص قد تأكلت ملامحة و بقى فتات لا حول له ولا قوة.

أراني و قد اقتربت إلى مقصلة ما قد رأيتها في منام سحيق. أراني مجذوب إليها لا حول لي و لا قوة و جلادي جامد القلب عيناه لا تنفك و تخلع قلبي النابض من جسدي الهزيل الرافض. أرى جلادي ساكن هادئ حتى لتعتقد أنه إندمج في كيان المقصلة الراقد فصاروا كائن واحد. لا أرى لي من مفر و لكني قد استكنت إلى فكرة الخلاص من دنيا دنت و من حياة قدر لها في ماض أنها فنت. هل ألام الحياة أسوء من سكن الموت؟ لا أدري, فالشمس مغربها شروق و شروقها غروب, افا يكون غروبي شروق؟ لا أدري, أمقصلة هي ام عذاب نفسي أبدي!!!





Molde-Copenhagen-Cairo (2014-2017)

Comments

Popular posts from this blog

مدرسة أهل الخير الحميدة

هذه القصة لا تمت للواقع بصلة وأي تشابه بين الشخصيات الموجودة فيها وبين الحقيقة هو من وحي خيال القارئ. في عالم موازي على ناصية مجرة تبعد عننا بحوالي ساعتين بالدائري المجري الخامس جلس صديقي الفضائي ببزته الخضراء اللزجه يحكي و يخابرني عن قصص السابقين كعادتنا في إنتظار الأتوبيس المجري الذاهب إلى مجرة البلبل المعوج، طفق يحكي لاحساً من بوظته: مجدي عبده الملواني مجدي، طالب ثانوي في مدرسة أهل الخير الحميدة الداخلية النموذجية الحلزونية الكشفية المهلبية تحت الطبلية. و في المدرسة ناظر مدير مهمته إدارة شؤون المدرسة و التأكيد على سير العملية التعلمية و الأخلاقية و الأقتصادية في المدرسة. و بما إن الناظر  تتلمذ و تعلم و ترعرع تحت منهج الكشافة العظيم، كان طبيعي أن معظم الطاقم الاداري للمدرسة و متخذي القرار يكون ذو خلفية كشفية مبجلة، لم لها من سبق كبير في إدارة المدرسة عبر أجيال بعد تحول المدرسة من نظام الملكية الشخصية لإدارة محلية طحينية. و دة في حد ذاته شيء مش غريب ولا جديد في إدارة المدارس، ف من المتعارف عليه أن كل ناظر مدير بيأتي بأصدقائه و معارفه أصحاب نفس الاتجاه الفكري الإداري ...

الراحل

في البداية لم أكون انوي ان احدثكم عن صديقي الراحل، فقد اثرت على نفسي ان ابقي قصته ذكرى في مخيلتي و لكني قد قررت ان امجد ذكراه بأن أنشر لكم بعض من كتابته و مذكراته املا ان يجدها بعضكم درسا ينتفع به أو حتى قصة يستمتع بقراءتها. قد تعتقدوا ان صديقي هذا من عالم اخر أو أرض أخرى لكنه ارضي مثلي و مثلكم (ان كنتم ارضيون مثلي) و لكن قبل رحيله قد تبدل الحال به و اصابته ازمة وجدية مثلما حدث لهامليت في مسرحية شكسبير الأشهر حينما فقد هاملت ابوه فقال "ان تكون أو لا تكون، هذا هو السؤال" و طفق يتفكر في الموت مقارنة بالنوم أو القيلولة، لكن صديقي هذا قد تفكر في ما حوله من أحداث و مأسي كما ستقرأون و قرر الرحيل، دعوني أنهي كلامي لتبدأ مذكرات صديقي الراحل: "قربت رحلتي في ارضكم أيها البشر على الانتهاء. نعم، لقد كانت رحلة شيقة، ارضكم أيها البشر الفاني انعمت عليكم بالكثير، فهل كنتم لها حافظون؟ بعضكم جعلها حكرا على نفسه، و ظن ان ثرواتها التي ملأ بيها خزائنه ليست بزائلة، و لكن هيهات و في من تنادي. رأيت في رحلتي بشر يبنون القبور القصور، و بشر يسكنون القبور. رأيت بشر مختلفة ا...

A moment in the Space-Time.

A couple of days ago, I decided not to take my usual route to the office. I lusted for a change, new thoughts and ideas. I was walking down this new road, the sun was a little shy, taking cover behind the unending stream of clouds. It was not cold, a little chilly, this kind of cold weather you enjoy when you are having a hot drink, preferably a good quality coffee with the occasional good quality cigarette that does not leave an after taste. But then, just for a brief moment in the current fabric of the space-time continuum, the sun decided to overcome its shyness and unleash its warm beautiful graceful light. It was as if the sunlight hit me in the face, for a second there I was disoriented, yet I felt complete and enlightened. I felt I was disintegrated into the smallest of the atoms, I was the air you breathe, the small particles of dust travelling around you, and I was the sun rays the passer byes enjoyed. I was –again- connected to the universe, I was the universe and the unive...