في ليلة قمراء انتصر فيها القمر علي غيامات السماء و السحب السابحة في الأفق، جلست علي ضفاف نهر قد شق قارة بأكملها و لا زال يحمل سفن قد أبحرت عبر مياهه العتيقة،،،رأيتها... انسية هي، لا لا يعقل أن تكون انسية في منتصف الليل برداء ابيض مثلها، و شعر ذهبي مسدل علي كتفيها كحرير نسج بعبقرية لا مثيل لها،،، تقترب مني و كأنها سحابة تطفو في السماء،،، أخذني جمالها برهبة جعلت قلبي لا ينفك حتي ينخلع من جسدي الوهن،،، اقتربت ثم ابتسمت فأنعكس ضوء القمر من فاها حتي صرعني الضوء من شدتة،،، سكرتني و لم أفق حتي شعرت بضوء الشمس الدافئ يداعب جسدي البارد،،، لا أعلم ما هيه هذة الجنية الانسية و لكني عاهدت نفسي أن انتظرها في ذات البقعة حتي ألقاها مرة اخري أو القي خالقها...
كعادتي الأزلية اركض في شوارع تلك المدينة الصماء التي اجتاحها الصمت في ذالك الوقت من الليل حتي تكاد أن تسمع للصمت صوت ينادي عليك... اركض كي الحق قطار السبع دقائق بعد منصف الليل... اقفز درجات السلم بمرونة ثلاثينية أشبه بطفل يتعلم المشي تارة ثلاث سلالم و تارة علي اربع زاحفاً... ها هو القطار منتظرني حتي يقلع. ادخل القطار بكل هدوء و كأن شئ لم يكن و اجلس في اقرب مقعد،،، اغمض عيني و الهث كي التقط أنفاسي ليبدأ القطار في التحرك هاربا من تلك المدينة الصامتة. ثوانً آخر و افتح عيناي لأجدها امامي،،، تلك الجنية الانسية من تلك الليلة،،، تتبع أنفاسي بعينين زرقواتين تكاد أن تتخيل أن موج البحر سوف ينشق عنها في ليغمرك بفيض من الماء ثم يسحبك إلي دوامة لا نهائية لا مفر منها... احوال أن اكسر حاجز الصمت و أتكلم بكلمات بلهاء كالعادة و لكني اتلعثم وأبتسم ابتسامة أكثر بلاهة و احمر خجلاً. جمالها أخاذ تلك الجنيه. ردت ابتسامتي ثم مدت يدها لتمسك بكفي... واه ما هذة الرعشة التي سرت بغتة في جسدى،،، اكاد أشعر أني اطير من جلستي لأحلق في سماء الليل السرمدي... افق ايها المعتوه الابله و عد ادراجك إليها... ضمت يدي علي دلاية في نهايتها مصغر لطوطم لا أعلم ما كنته... لتتركني سابح في ملكوت الصمت و البلاهة الأزلية، الاحقها بعيني حتي آخر القطار لتتواري عن انظاري،،، ليبطئ القطار معلناً الوصول إلي وجهتي، اقبض علي الدلاية بقوة لأتأكد من حقيقتها و أغادر القطار تأئهاً عن وجهتي...
Comments
Post a Comment