الرحلة من دويسبورج إلي دوسلدورف عادة لا تأخذ أكثر من عشرون دقيقة. في المانيا عشرون دقيقة في القطار لا تعتبر مدة زمنية كبيرة نهائيا (خاصة دون تأخير، ربنا يسامح دويتشة باهن). و لكن في خلال العشرين دقيقة ما بين المدينتين يمكنك أن تأخذ انطباع و لو بسيط نظرياً عن الديموغرافية السكانية للمدنتين.
في طريقك الي دوسلدورف من دويسبورج، ستري اغلبية من الأتراك و العرب و الاكراد: شعر و ذقن سود اللون، بشرة بنية تندرج ما بين الفاتحة و الغامقة، محادثات و ضحك بصوت عال. ثم المان ما بين اغلبية كبار السن في ارزل العمر، و بعض من الشباب، ثم افارقة، ثم أقلية من أطفال ما بين المان و اجانب.
عندما تصل إلي دوسلدورف، تتبدل البشرة البنية و الشعر الاسود، ب بشرة بيضاء و شعر بني او اشقر. ستلاحظ الأقلية الكبرى من اليبانين ثم الأوروبيون و الامريكان و الروس و الآسيويين، قلما تري زوي البشرة البنية او كبار السن و الأطفال. دوسلدورف مدينة اعمال من الدرجة الاولي ثم سياحية لأصحاب المال ثم تارخية ثقافية.
اما دويسبورج ففي الأصل مدينة صناعية بعمالة في الأغلب تركية، لذلك فهي لا تحتوي علي مظاهر الجمال او السياحة كأي مدينة صناعية، صالات القمار و بعض الحانات فقط، حتي المباني السكنية لا تري فيها اي سيمترية او تناسق في الشكل و الألوان. و لكن في دويسبورج جامعة من أفضل الجامعات في المانيا و العالم و الاولي في المانيا في مجال اللوجستيات في الخمس سنين الماضية علي الاقل، لماذا؟ لصلتها بأكبر ميناء داخلي في اوربا، و صلتها بالصناعة و الشركات.
لذالك ستري قطيع من الطلبة يغزو المدينة صباحا و نفس ذات القطيع مهاجرا إلي مدن اخري في نهاية اليوم، تاركة دويسبورج مدينة صماء.
Comments
Post a Comment